عباية
كنت أتابع فيلما اجنبى على شاشة التلفاز كان فيلما عاديا .ولكنني بت أفكر فيه. أفكر انه ماذا لو كنت تربيت ونشئت في بيت غربي , رسم الشيطان في ذهني صورة وردية تسبح بها الحرية المطلقة ,تخيلت نفسي في بنطال الجينز وفي قميصا بلا أكمام .اخرج من البيت كما يحلو لا وادخله وقتا ما أشاء .استلقيت على السرير بتثاقل وأنا احدث نفسي يا ترى كيف تشعر الفتيات في المجتمع الغربي لابد وأنهم سعيدات للغاية .يا ليثنى كنت مثلهم ’
فرح .......فرح ......فرح
كنت أناديك منذ ساعتين أين كنتِ
رددت: أنا هنا أمي أنا هنا ولكنني كنت شاردة الذهن بعض الشيء .
ابتسمت السيدة ليلى قائلة :هناك خبر سعيد احمله لكي
نظرت إلى أمي بتفحص وأنا اسألها أي خبراً هذا ؟ نظرت أمي إلى بفرحة غامرة وهي تقول
سننتقل للعيش في بوسطن فلقد تم طلب والدك للعمل هناك .بهذه السرعة تحققت أمنيتى
قلتها في نفسي بسعادة فلقد كان ذلك الخبر كصدمة رائعة بالنسبة لي فلم أكن اعرف ما الذي كانت تخبؤه لي تلك الرحلة .كان ذلك بمثابة حلم جميل يمر بى .قرصت نفسي لمرات عدة لأتأكد من انني لا احلم فلقد كان بالفعل كالحلم السريع .لأننا سافرنا بعد ثلاثة أيام من سماعي لهذا الخبر .جرت في نفسي العديد من الأفكار . ترى هل بالفعل سأستطيع العيش في مجتمع كهذا بدون عباية.فلقد أقنعت والدي بالذهاب بدون عباية وعندما ابلغ الثامنة عشرة من العمر أرتدي ها . وافقا وباليتهما رفضا ...
خرجت من المنزل إلى المطار وأنا ارتدى الحجاب الكامل وما إن وصلت إلى مطار بوسطن حتى خرجت عارية من ,,
رمز الوقار من تاجي الأنيق المتواضع من الشيء الذي كان يمنحني الحياء .الى فتاة ترتدي بنطلا ازرق غامق على قميصا وردي طويل .فاردة شعرها الأسود الطويل اللامع جانبا واضعة عليه ربطة زهرية زاهية .فتاة جميلة الملامح خجولة تمشى بجوار والدتها كطفلة صغيرة وسط عالم أخر ,عالم جديد ملئ بالنظرات عيون هنا وهناك الكثير من الناس . أحس أن الجميع ينظر إلى , قلتها لأمي في حنق.كنت أتمنى أن تنشق الارض وتبلعنى ولم يغب عن بالى انه ماذا لو جاء أمر الله وقبض روحي على تلك الهيئة.غسلت وجهي في حمام منزلنا الجديد حتى استفقت من تلك الأفكار.نمت قليلا في غرفتي الجديدة التي كانت مجهزة بشكل مزعجا على نحو كبير فلقد تراكمت حقائب كثيرة لا اعرف سبب وجودها هنا. ولكن سريري كان فارغا فنمت عليه بعمق ونهضت على صوت أمي تناديني لأسلم على الجيران الذين جاءوا من المنزل المجاور لنا. نزلت ببطء على السلم الخشبي .وجدت امرأة مع زوجها يلقون التحية على أمي وما أنزل أن نزلت وجدت أمي وكانت ترتدي النقاب ,تقدمني لهم قائلة بالغة الإنجليزية:فرح ابنتي في الرابعة عشرة من عمرها سلمت على المرأة والطفلة تاركاً زوجها.فقالت السيدة بلطف سلمى على مستر جاك زوجي ,مد الرجل يده نحوه فكان ذلك بمثابة خنجر يريد طعني به .ابتعدت قليلا قائلة: أهلا بك تشرفت بمعرفتك
ثم هرعت إلى غرفتي فلم تكن مثل هذه المواقف تقابلني في بلادي ولكنها الآن تواجهني وبشكل مخيف, فلقد عرفت ودرست كما عرفت وجوب الحجاب أن السلام على الرجال لا يجوز.وان كنت خالفت شيء من الشريعة فليس على أن اخالف الأخر .عندما نزلت لتناول العشاء قالت لي أمي أن الجارة وكان اسمها ساندي غضبت كثيرا من موقفي وخرجت من المنزل على الفور.قلت :فلتفعل ماتريده
قال لي أبى "السيد سالم " بحزم :ستذهبين إلى المدرسة غدا هل استعددت لذلك .أجبته بوهن أظن ذلك .كان كل ذلك الحوار على مائدة العشاء بالغة الإنجليزية فلقد اتفقت عائلتي على التحدث بهذه اللغة لتطوير لغتي الانجليزي ...مما انساني بعض من العربية
ذهبت إلى المدرسة في يومي الأول هناك كانت كما كنت أري بالأفلام تماماً.أما أنا فقد كنت كما رسمت في خيالي يوماً فتاة ببنطال جينز قصير وقميصا برتقالي بدون أكمام ....كنت كالعارية بتلك الملابس ولكن كما يقولون "إن لم تستحي ففعل ما شئت "قدمتني المعلمة للصف قائلة :فرح سالم الطالبة الجديدة ,بعدها سمعت الفصل يتهامس في خفوت عني .كان ذلك مزعجا بعض الشيء .بعدها وجهتني المعلمة إلى إحدى الكراسي في الصف وبدأت في شرح درس العلوم وأنا أجاهد لأفهم ما تقوله فلقد كان هنالك اختلاف كبير بين دروسنا ودروسهم كنت انظر إلى المعلمة والسبورة طوال الوقت وما إن نظرت إلى الطاولة حتى وجدت.....
ورقة كتب عليها :
"قوامك ممشوق أنت جميلة اتصلي بى ثم كتب اسمه "ماكس " كدت اصعق . ما هذا المجتمع أين أعيش أردت أن اهرب إلى البيت لأنفذ بجلدي من عالم من الذئاب البشرية.بالفعل كنت خائفة .نظرت إلى نفسي فوجدت انه لم يكن مخطئا بل أنا المذنبة أنا من لفت النظر أنا من أظهرت جسمي وجعلت نفسي رخصيه...............
بعد انتهاء الحصة فوجئت به واقفا امامى قائلا أنا ماكس , هل تريدين تناول الغذاء معي .كان جميع من بالفصل ينظر إلينا ....كنت أريد الهرب ....أريد الصراخ ....أريد قماشا التف به لأخفي نفسي عنهم .
لم افعل شيء سوى إنني قلت: لا, ثم هرعت إلى البيت وجلست على الأريكة الموجودة في صالون المنزل أحسست أن رعشة تسري في جسدي بعنف كنت أبكى....ابكي لاننى فرطت بجسدي وأظهرت مفاتنه ابكي لأنني فرضت بحيائي .كنت يوما الملكة المتخفية التي يحلم الجميع ان يراها .كنت جوهرة ثمينة لا يراها إلا محارمها .
ولكنى الآن عرفت قيمة القماش الأسود القاتم المسمى بالـ "العباية".....نمت لفترة حتى أتى أبى وامى وأخبرتهم بما حدث باكية
نظرت السيدة ليلى لفرح بحنان قائلة:لقد تعلمت الدرس إذا. ارتميت بحضن أمي قائلة أرجوك أريد الرجوع إلى وطني أرجوك قال الوالد :أنا أيضا لم يعجبني العمل هنا سنرجع إلى بلدنا ......
الله اكبر .....الله أكبر ......أشهد ان لا اله إلا الله
آه ما أجمل هذا الصوت وكم افتقده رددت مع الإذن وصليت صلاة الفجر في بلادي في غرفتي وبعد الصلاة.
توجهت إلى ذلك المكان الذي كنت أخبؤها فيه أنها حتما هنا فتحت الدرج وأخرجتها أنها هي تلك الوسيلة التي احمي بها نفسي .......الوسيلة التي تمنحني الحرية والأمان
التى كنت اكرهها لانى ظننت انها تسلبنى حريتى والان احببتها فهى روحى وحياتى كلها
عبايتى .
قماش أسود قاتم .
تمنحنى ما لايسع احد منحى اياها