السلام عليكم
اختتام القمة العربية بالكويت بخلافات جديدة.. وصندوق لدعم غزة بملياري دولار
تبددت اجواء المصالحة العربية مع ختام القمة العربية الاقتصادية الثلاثاء في الكويت اذ لم يتوصل القادة العرب الى آليات ملموسة حول اعادة الاعمار في غزة وحول انهاء الانقسامات العربية والفلسطينية.
الا ان القمة بشقها الاقتصادي وهو الذي كان يفترض ان يكون الشق الوحيد لولا تطورات غزة خلصت الى سلسلة قرارات لتعزيز التكامل الاقتصادي العربي خصوصا عبر السعي الى تحقيق الاتحاد الجمركي واطلاق صندوق بملياري دولار لدعم المشاريع العربية الصغرى والمتوسطة وقد قدمت الكويت ربع هذا المبلغ
وقال الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بعيد انتهاء القمة ان الوضع العربي ''ما يزال مضطربا ومتوترا'' وذلك بالرغم من لقاء المصالحة الذي تم بين قادة السعودية وسوريا وقطر ومصر والذي كان يؤمل ان يضع حدا للخلافات العربية التي تصاعدت على وقع الحرب في غزة.
واكد موسى ان ''الاضطراب العربي القائم ادى الى الاكتفاء بهذا البيان'' في اشارة الى البيان المقتضب الخاص بغزة الذي صدر في نهاية قمة الكويت.
واعلن القادة العرب في هذا البيان تكليف وزراء الخارجية العرب والامين العام لجامعة الدول العربية ''متابعة التشاور حول مستجدات هذا الموضوع (الفلسطيني) والدفع بالجهود العربية لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وتنقية الاجواء العربية''.
ودعا البيان الى ان يتم ذلك ''بالبناء على مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ال سعود وما تم تحقيقه في قمة الكويت في هذا المجال'' في اشارة الى دعوة العاهل السعودي الى مصالحة فلسطينية والى اعلانه تجاوز الخلافات العربية العربية.
وكان مسؤولون فلسطينيون اكدوا لفرانس برس في وقت سابق وجود اتفاق عربي حول تولي مصر حصرا جهود المصالحة بين الفلسطينيين.
وافاد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة لفرانس برس قبيل اختتام القمة ان ''الجامعة العربية اتفقت على ان تكون جهود المصالحة الفلسطينية عبر مصر ونحن ملتزمون بهذا الاتجاه''.
الى ذلك اكد القادة العرب ''عزمهم على تقديم كافة اشكال الدعم لمساعدة الشعب الفلسطيني واعادة اعمار غزة ورحبوا بالمساهمات التي تم الاعلان عنها في هذا النطاق''.
وتوجه القادة في البيان ''بتحية اكبار واجلال للشعب الفلسطيني في مقاومته الباسلة في مواجهة العدوان الاسرائيلي'' وطالبوا ''بوقف العدوان والانسحاب فوريا من قطاع غزة وتثبيت وقف اطلاق النار ورفع الحصار الجائر''.
كما حمل القادة ''اسرائيل المسؤولية القانونية عما ارتكبته من جرائم حرب مع اتخاذ ما يلزم لملاحقة مرتكبي هذه الجرائم''.
وكانت السعودية اعلنت مساهمة بمليار دولار لاعادة اعمار غزة فيما تبرعت قطر ب250 مليون دولار خلال قمة الدوحة.
واعلن امير الكويت الشيخ صباح الجابر الصباح في ختام القمة ان بلاده ستعلن مساهمتها خلال المؤتمر الدولي للمانحين لاعادة اعمار غزة الذي سيعقد في شباط/فبراير المقبل في مصر.
وكان الرئيس المصري حسني مبارك اكد الاحد في ختام قمة دولية حول غزة في شرم الشيخ ان بلاده ''ستدعو وستستضيف'' مؤتمرا دوليا حول اعادة اعمار غزة داعيا الى ضرورة توفير الموارد المالية اللازمة لذلك.
الى ذلك اعتبر عمرو موسى في المؤتمر الصحافي الذي عقد بعد ختام القمة ان استمرار طرح مبادرة السلام العربية مرتبط بعودة واشنطن الى لعب دور ''الوسيط النزيه'' بين العرب والاسرائيليين وذلك تزامنا مع تولي باراك اوباما منصب الرئاسة الاميركية رسميا.
وذكر موسى بما قاله العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز خلال افتتاح القمة حول ان المبادرة ''لن تبقى على الطاولة للابد''.
وقال موسى ''ان الكثير سيعتمد على هل تعود الولايات المتحدة الى دور الوسيط النزيه ام لا تعود''.
الا ان الامين العام لجامعة الدول العربية قال ان المبادرة العربية للسلام ''لا تزال قائمة'' بالرغم من عدم الاشارة الى ذلك في مقررات قمة الكويت.
واضاف ''لا خلاف في ان (المبادرة العربية للسلام) تعبر عن موقف عربي واحد وانما لن تظل على الطاولة الى الابد لكن لا بد ان نبحث خيارات نلجأ اليها في حال استمرار اسرائيل في موقفها واجرامها الذي لا يمكن ان تكون وراءه رغبة في السلام''.
من جهته قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح حول ما اذا كان هناك خلاف بين العرب حول الموقف من المقاومة الفلسطينية ان ''الجميع مع الشعب الفلسطيني ومقاومته ولا يوجد خلاف في هذا الجانب''.
الا انه اشار الى وجود ''تفاوت بشأن المرحلة القادمة'' والى وجود ''مستجدات وتغير في الخارطة السياسية الدولية والادارة الاميركية''.
واضاف ''اليوم (ينصب) باراك حسين اوباما.. لدينا من الاتحاد الاوروبي وفرنسا موقف يتبلور. لدينا قرار مجلس الامن ولكن ليس تحت البند السابع''.
وفي موضوع المصالحة الفلسطينية والدعوة لتشكيل حكومة وفاق وطني قال عمرو موسى ''ليست القمة العربية من تشكل حكومة وحدة وطنية هذه الحكومة ترتبط بانتخابات وهذا دور الشعب الفلسطيني ونرجو قيام حكومة وحدة وطنية تنتج عن ذلك (الانتخابات)''.
واضاف ان ''حماس غلطانة مئة بالمئة وفتح غلطانة مئة بالمئة (..) والمشكلة هي الانقسام الفلسطيني.. ونحن لا نؤيد حماس ولا فتح في هذا الانقسام الخطير''.
وتقرر ان تعقد القمة العربية الاقتصادية المقبلة (الثانية) في مصر بعد عامين.]